طرق علاج اضطرابات الاكل النفسية وأهم الأسباب والأعراض

تعتبر اضطرابات الاكل النفسية من المشكلات الصحية المعقدة التي تؤثر على الجسد والعقل معًا، وتشمل حالات مثل فقدان الشهية العصبي، الشره المرضي، واضطراب نهم الطعام، لا تتعلق هذه الاضطرابات بالطعام فقط، بل غالبًا ما تكون مرتبطة بمشاعر القلق، تدني تقدير الذات، أو ضغوط نفسية واجتماعية، وقد تؤدي إلى مضاعفات جسدية خطيرة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
يعتمد علاج اضطرابات الأكل على نهج متكامل يشمل العلاج النفسي، والدعم الغذائي، والتدخل الطبي عند الحاجة، كما يعد دور الأسرة والمحيط الاجتماعي بالغ الأهمية في دعم المريض خلال رحلة التعافي.
أسباب اضطرابات الاكل النفسية
تعود اضطرابات الاكل النفسية إلى مجموعة متنوعة من الأسباب النفسية والاجتماعية والبيولوجية التي تتفاعل معًا لتؤثر على طريقة تفكير الفرد وسلوكه تجاه الطعام والجسم، من أبرز الأسباب النفسية القلق، الاكتئاب، واضطرابات القلق الاجتماعي، حيث يستخدم البعض الطعام كوسيلة للسيطرة أو الهروب من المشاعر السلبية، كما أن انخفاض تقدير الذات أو الانشغال المفرط بالمظهر الخارجي والوزن قد يدفع بعض الأشخاص إلى سلوكيات أكل غير صحية.
تلعب العوامل الاجتماعية أيضًا دورًا مهمًا، مثل التعرض للتنمر بسبب الشكل أو الوزن، أو التأثر بمقاييس الجمال المنتشرة في وسائل الإعلام التي تروّج لمثالية النحافة، بالإضافة إلى ذلك، قد تكون العائلة عاملاً مؤثرًا، خصوصًا في حال وجود ضغوط منزلية، أو نماذج أسرية تعاني من اضطرابات مماثلة.
أما من الجانب البيولوجي، فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود عوامل وراثية واضطرابات كيميائية في الدماغ، خاصة في المواد المسؤولة عن تنظيم الشهية والمزاج مثل السيروتونين.
علاج اضطرابات الاكل النفسية
يختلف علاج اضطرابات الاكل النفسية بحسب نوع الحالة وشدتها، لكن جميع أنواع العلاج تعتمد على أساس مشترك، وهو اتباع نظام غذائي صحي ومناسب، إلى جانب المتابعة مع طبيب نفسي متخصص في هذا المجال، ينقسم العلاج عادة إلى عدة جوانب:
أولًا: العلاج الغذائي
تعتبر أول خطوة في علاج اضطرابات الاكل النفسية هو الاهتمام بالطعام المقدم ونوعيته، يجب أن يحتوي على عناصر غذائية متكاملة من بروتين وفيتامينات يسير عليها المريض في خطة العلاج بجانب طرق العلاج الأخرى بالمتابعة مع دكتور تغذية بوضع نظام صحي يجب الالتزام به.
ثانيًا: العلاج النفسي
العلاج السلوكي المعرفي وهو عبارة عن علاج السلوك والأفكار المتعلقة بالأكل، يساعد المريض على التعامل مع أفكاره وسلوكياته المتعلقة باضطراب الأكل، وذلك عن طريق قراءة الكتب ومشاهدة الفيديوهات المتخصصة في هذا الموضوع، بالإضافة إلى مهارات تساعده في خطته للعلاج.
جلسات الدعم الجماعي، تعمل على تحفيز المريض وتشجيعه على التغير وتلقي العلاج، وتعطيه الأمل من النماذج المتشابهة لحالته، مما تدفعه للخروج من عزلته واستعادة علاقاته الاجتماعية والأسرية من جديد ورفع معنوياته.
ثالثًا: العلاج الدوائي
عدم الاكتفاء بالعلاج الدوائي في علاج اضطرابات الاكل النفسية، بل يكون مصاحب للعلاج النفسي ومكمل له لأنه يعتبر هو الأساس حتى يكون فعالًا، وأكثر الأدوية المستخدمة في علاج هذا الاضطراب هو أدوية الاكتئاب.
إذا لم تجد طرق العلاج السابق ذكرها نفعًا يجب اللجوء إلى الدخول للمستشفى لمتابعة الحالة النفسية والصحية للمريض إذا تفاقمت الحالة ويخضع للعلاج تحت إشراف الطبيب المعالج وفق تعاون فريق كامل.
أنواع اضطرابات الأكل النفسية
يوجد العديد من أنواع اضطرابات الأكل النفسية التي تعتبر مؤشر خطير على صحة الجسد والحالة النفسية ومن أهم هذه الأنواع:
فقدان الشهية العصبي
في هذا الاضطراب يكون المريض ممتنع عن تناول الطعام بسبب الخوف الشديد من زيادة الوزن، فيأكل بكميات محسوبة للغاية أو يمتنع نهائيًا عن الطعام فيصاب بالنحافة الشديدة والضعف وفقر الدم وانخفاض الدورة الدموية.
الشره المرضي العصبي
لا يختلف كثيرًا مع اضطراب الشره المرضي، وذلك في تناول في فترة قصيرة كمية كبيرة من الطعام بدون وعي أو قيود، وسرعة كبيرة في مضغ الطعام ولا يستطيع مريض هذا الاضطراب السيطرة عن تناول الطعام حتى بعد أن يصل إلى مستوى الشبع، ولكن لا يتخلص من هذه الكمية ولا يشعر بالندم والحزن على عكس اضطراب النهم العصبي، وأحيانًا يصبح المريض شرهًا عندما يشعر بالقلق أو التوتر والحزن، أو عندما يكون سعيد.
اضطراب نهم العصبي
وهذا الاضطراب يكون المريض يتناول كميات كبيرة من الطعام تتعدى حد الشبع، ثم يحاول التخلص منها مثل تناول ملينات الأمعاء والقيء المتعمد أو يتعمد الصيام وذلك لعدم زيادة الوزن عندما يشعر بالذنب والحزن على تناول تلك الكمية الكبيرة، بالإضافة إلى تفكيره المستمر في محاولة السيطرة عن تناول الطعام، فترتب على ذلك نتيجة لكثرة القيء حدوث إلتهابات وتقرح في الحلق، بالإضافة إلى الجفاف الشديد وتسوس الأسنان وإلتهاب اللثة بسبب الرواسب الناتجة عن القيء.
الاضطراب التجنبي
وهو اضطراب فيه يتجنب المريض تناول اطعمة معينة بسبب تجارب سيئة لها علاقة بالطعام، مما يؤدي إلى الضعف الشديد وفقدان الوزن وأمثلة على ذلك الخوف من التقيؤ.
أهمية علاج اضطرابات الاكل النفسية
يعد علاج اضطرابات الأكل النفسية أمرًا بالغ الأهمية، لأنه يحمي الشخص من العديد من المشكلات الصحية والجسدية والنفسية التي قد تزداد سوءًا إذا لم تُعالج بشكل صحيح، يساعد العلاج في إعادة التوازن إلى الأفكار والسلوكيات المتعلقة بالطعام، مما يمكّن المريض من تناول الطعام بطريقة طبيعية دون قلق أو توتر.
كما يعمل العلاج على معالجة المشاكل النفسية الأساسية مثل الاكتئاب، القلق، أو الشعور بالحزن، والتي غالبًا ما تكون السبب وراء الاضطراب، ومن الناحية الجسدية، يحمي الجسم من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل التهابات المعدة والقولون الناتجة عن اضطراب الأكل.
في حالات النساء قد يؤدي الاضطراب إلى عدم انتظام الدورة الشهرية بسبب تأثيره على الهرمونات، سواء من خلال الإفراط في الأكل أو الامتناع عنه، كما قد يسبب تساقط الشعر، ضعف العظام، وسوء التغذية، خصوصًا في حالات فقدان الشهية.
كيفية الوقاية من اضطرابات الاكل النفسية
للحماية من الإصابة باضطرابات الأكل النفسية، هناك عدة خطوات ونصائح مهمة يمكن اتباعها، أولاً، إذا شعرت بأي مشاعر سلبية داخلية مثل الحزن، القلق، أو عدم الرضا عن النفس أو شكل الجسم، من المهم أن تطلب المساعدة سواء من الأهل، الأصدقاء، أو متخصصين نفسيين قبل أن تتفاقم المشكلة.
كما أن الوقاية تشمل الاهتمام بالصحة النفسية بشكل عام، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل مثل الاكتئاب أو القلق، حيث أن التعامل معها مبكرًا يقلل من خطر تطور اضطرابات الأكل.
تابع المزيد: دواء الزولفت لعلاج الاكتئاب والاضطرابات النفسية
مضاعفات اضطرابات الأكل النفسية
لن تمر اضطرابات الأكل النفسية مرور الكرام دون أن مشكلات صحية، بل تسببت في أضرار كثيرة على جسم والحالة النفسية للإنسان ومنها:
- زيادة الوزن والسمنة في اضطراب فرط الشهية.
- النحافة الشديدة في اضطراب فقدان الشهية.
- التفكير في الانتحار بسبب الاكتئاب والحزن على عدم السيطرة على تناول الطعام، وزيادة الوزن وعدم القدرة على فقدانه.
- كما يؤثر على نمو الجسم بشكل صحي وسليم.
- يدمر العلاقات الاجتماعية والأسرية، بسبب أسلوب تناول الطعام النهمي أمام الجميع فقد يشعر بالإحراج من تعليقاتهم ونظراتهم.
علاج اضطرابات الاكل النفسية يمثل خطوة أساسية نحو استعادة الصحة الجسدية والنفسية معًا. من خلال الدعم الطبي والنفسي المناسب، يمكن للمريض أن يتعلم كيف يتعامل مع مشاعره ويعيد بناء علاقة صحية مع الطعام وجسمه.