طرق علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس | وأهم الأدوية

يعمل علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس بشكل مزدوج من خلال استهداف حموضة المعدة وعلاج الأسباب الدافعة للإصابة بضيق التنفس، وعلى الرغم من شيوع ظاهرة ارتباط الارتجاع بضيق التنفس إلا أنها مازالت تحت الاختبارات السريرية والاحصائية لبلورة نتائج واضحة حول الأسباب وأفضل بروتوكولات العلاج.
في الوقت الحالي يعمل الأطباء وفق اتجاه يتمثل في تعزيز البنية الفسيولوجية للجهاز الهضمي بما يمنع الارتجاع بطريقة طبيعية، مع اتباع اتجاه آخر يتمثل في استهداف وتثبيط الإنزيمات المحفزة لإنتاج حمض المعدة أو من خلال تخفيض مستوى الحمض نفسه بما يضمن على حد سواء تقليل معدلات الارتجاع.
علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس
الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو حالة يتدفق فيها محتوى المعدة بشكل عكسي إلى المريء أو إلى مناطق أخرى مثل تجويف الفم أو الحنجرة أو الرئتين ما يؤدي بشكل أساسي إلى التهاب الغشاء المخاطي للمريء، وتعتبر هذه الحالة واحدة من أكثر الأمراض شيوعا التي يواجهها أطباء الجهاز الهضمي.
قد يؤدي الارتجاع المريئي إلى العديد من المضاعفات بما في ذلك التهاب المريء والنزيف العلوي للجهاز الهضمي وفقر الدم والقرحة الهضمية وعسر البلع وسرطان فم المعدة، وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي الشديد والذين لا يستجيبون إلى استراتيجيات العلاج الأولية إلى إجراءات جراحية.
العوامل التي تساهم في الارتجاع المعدي المريئي تشمل:
- العمر أكبر من 50 عاما.
- مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30.
- التدخين.
- القلق والاكتئاب.
- قلة النشاط البدني.
- الأدوية التي تعدل ضغط المصرة المريئية السفلية.
يحدث التهاب المريء الارتجاعي نتيجة تلامس المواد الضارة مثل حمض المعدة والبيبسين وأملاح الصفراء مع الغشاء المخاطي للمريء، هذا التلامس يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطي البعيد للمريء وتكسرات يمكن رؤيتها بالمنظار في 30% إلى 40% من الحالات.
العلاقة بين الارتجاع المعدي المريئي (GERD) والربو
صعوبة التنفس أحد الأعراض الأكثر إثارة للخوف في حالة ارتجاع الحمض المريئي ويحدث ضيق التنفس بالتزامن مع الارتجاع نتيجة تسلل حمض المعدة إلى المريء بحيث يمكن أن يدخل الرئتين ما يؤدي إلى تورم الشعب الهوائية.
قد يؤدي الارتجاع المعدي المريئي (GERD) إلى تفاقم أعراض الربو، ورغم عدم وضوح هذه العلاقة بشكل كامل في الدراسات المخبرية إلا أن هناك عدد من التصورات المطروحة لتفسير هذه الظاهرة ومنها:
- تدفق الحمض يسبب إصابة بطانة الحلق والممرات الهوائية والرئتين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى نوبة ربو لدى المرضى الذين يعانون من الربو مسبقا.
- عندما يدخل الحمض إلى المريء فإنه يحفز منعكس عصبي يؤدي إلى تضيق الشعب الهوائية لإبعاد الحمض.
علاج الارتجاع المعدي المريئي غالبا ما يساعد في تخفيف أعراض الربو وضيق التنفس.
معدل انتشار الإصابة
يظهر الارتجاع المعدي المريئي (GERD) تباينات واضحة في انتشاره الجغرافي، حيث يُلاحظ معدل انتشار يتراوح بين 10% إلى 20% في الدول الغربية، بينما ينخفض إلى حوالي 5% في الدول الآسيوية. على الرغم من توزيعه المتساوي بين الرجال والنساء بشكل عام، إلا أن حالات التهاب المريء الارتجاعي ومريء باريت أكثر شيوعا بشكل ملحوظ لدى الرجال. يبلغ انتشار الارتجاع ذروته لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 70 عامًا.
تساهم العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة في تطور هذا المرض، وتعد فترة الحمل عامل هام، حيث تعاني ما يقرب من نصف النساء الحوامل من الارتجاع، ويرتبط الارتجاع كذلك بزيادة مؤشر كتلة الجسم حيث تلاحظ الإصابة بشكل متكرر لدى مرضى الكبد الدهني غير الكحولي، بالإضافة إلى ذلك يمكن لبعض الأدوية أن تثير أو تزيد من أعراض الارتجاع.
تغييرات نمط الحياة
علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس يمكن أن يتضمن تطبيق عدد من الخطوات البسيطة التي تساهم بفاعلية من التخلص من هذه الأعراض المزعجة وهي كالتالي:
- تعديل النظام الغذائي من خلال محاولة تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارا مع تجنب الوجبات السريعة الجاهزة أو الوجبات قبل النوم.
- الحفاظ على وزن معتدل ففي حال كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة فإن فقدان الوزن قد يساعد في تقليل الأعراض.
- تتبع محفزات الارتجاع المعدي المريئي وتجنبها.
- تقليل الكحول والتدخين.
- اتخاذ وضعيات نوم سليمة من خلال رفع الرأس أثناء النوم حيث يساعد ذلك الطعام في معدتك على البقاء بدلا من الانتقال إلى المريء أثناء النوم.
- تجنب ارتداء الأحزمة الضيقة والملابس التي تضغط على بطنك.
البروتوكولات العلاجية لارتجاع المرئ
إذا لم تؤد تغييرات نمط الحياة وحدها إلى تخفيف مشاكل التنفس المرتبطة بالارتجاع فقد يوصي بتناول مجموعة من العلاجات والأدوية للتخلص من هذه الحالة، بعض هذه الأدوية متاحة بدون وصفة طبية وبعضها يتطلب استشارة الطبيب، وتد أبرز هذه العلاجات هي:
- مضادات الحموضة.
- حاصرات مستقبلات H2.
- مثبطات مضخة البروتون.
في حالة وجود ربو مرتبط بالارتجاع المعدي فيجب الحفاظ على تناول أدوية الربو مع تجنب تناول المثيرات والمسببات المؤدية إلى حدوث نوبات الربو أو الارتجاع.
العلاج باستخدام مثبطات البروتون
يتضمن علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس بشكل أساسي استخدام مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مع الأخذ في الاعتبار فعالية الجرعة وأمان الاستخدام، ويعالج المرضى مبدئيا بمثبطات مضخة البروتون مرة واحدة يوميا قبل الوجبة الأولى لمدة 8 أسابيع، وفي حال الاستجابة الجزئية يمكن زيادة الجرعة إلى مرتين يوميا حيث أن الهدف هو استخدام أقل جرعة فعالة للتحكم في الأعراض والحفاظ على شفاء التهاب المريء الارتجاعي.
وتعد أبرز أدوية مثبطات البروتون المستخدمة في علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس هي:
- أوميبرازول (Omeprazole).
- إيزوميبرازول (Esomeprazole).
- لانسوبرازول (Lansoprazole).
- بانتوبرازول (Pantoprazole).
- رابيبرازول (Rabeprazole).
- ديكسلانسوبرازول (Dexlansoprazole)
بانتوبرازول و ديكسلانسوبرازول و ورابيبرازول لا تصرف إلا بوصفة طبية.
العلاج باستخدام مضادات مستقبلات الهيستامين-2 (H2RAs)
مضادات مستقبلات الهيستامين-2 (H2RAs) فئة من الأدوية التي تلعب دور هام في علاج الحالات المرتبطة بزيادة حمض المعدة، وتعمل هذه الأدوية بشكل مختلف عن مثبطات مضخة البروتون (PPIs) حيث تستهدف مسار مختلفً لتقليل إفراز الحمض.
تعمل H2RAs عن طريق حجب مستقبلات الهيستامين H2 الموجودة على الخلايا الجدارية في بطانة المعدة حيث أن الهيستامين هو مادة كيميائية طبيعية في الجسم تحفز إفراز حمض المعدة، عندما ترتبط H2RAs بهذه المستقبلات فإنها تمنع الهيستامين من الارتباط والتحفيز ما يؤدي إلى خفض إنتاج حمض المعدة.
تستخدم مضادات مستقبلات الهيستامين-2 علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس والوقاية من مجموعة متنوعة من حالات الجهاز الهضمي، بما في ذلك:
- حرقة المعدة وعسر الهضم بهدف للحصول على راحة سريعة ومستمرة لأعراض خفيفة إلى متوسطة.
- قرحة المعدة والاثني عشر.
- الحالات التي تتميز بفرط إفراز الحمض مثل متلازمة زولينجر-إليسون.
وتعد أشهر مضادات مستقبلات الهيستامين-2 المتوفرة حاليا بدون وصفة طبية هي فاموتيدين (Famotidine) و سيميتيدين (Cimetidine)
تابع المزيد: فوائد دواء Septilin ، هل يعالج التهابات الجهاز التنفسي
مقارنة بين مثبطات البروتين ومضادات مستقبلات الهيستامين-2
تعتبر مثبطات مضخة البروتون (PPIs) بشكل عام أكثر فعالية في علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس وتقليل حمض المعدة وشفاء التهاب المريء مقارنة بـ أدوية H2RAs:
(PPIs) | H2RAs | |
سرعة المفعول ومدة التأثير | تستغرق وقت أطول للوصول إلى أقصى تأثير (من يوم إلى أربعة أيام)
توفر تقليل للحمض لمدة أطول (24 ساعة أو أكثر) |
|
الاستخدام | للعلاج طويل الأمد للحالات الأكثر شدة مثل علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس
والقرح. |
تستخدم بشكل شائع للراحة السريعة من حرقة المعدة العرضية أو للتحكم في الأعراض الليلية للارتجاع |
يخضع علاج ارتجاع المرئ وضيق التنفس لعدد من الأبحاث السريرية والمخبرية المستمرة لضمان أمان الاستخدام وتجنب الآثار الجانبية الضارة وهو ما يؤكد على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أية أدوية أو وصفات طبية كوسيلة للعلاج.