طرق علاج السكر بالخلايا الجذعية .. وما هي أنواعه؟

علاج السكر بالخلايا الجذعية هو أحد الاتجاهات الحديثة التي يسعى الأطباء إلى تطبيقها كوسيلة بديلة وفعالة عن استخدام الأدوية التقليدية في علاج ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم وما ينتج عنه من أثار مدمرة لأجهزة الجسم، ويعتمد البروتوكول بشكل أساسي على استخدام خلايا جذعية غير متمايزة وزرعها في نسيج العضو الغير قادر على أداء مهامه بحيث تكتسب القدرة على التمايز لإنتاج الهرمونات المطلوبة لتعرف الخلايا على السكر بما يتيح القدرة على تخزينه أو أيضه.
علاج السكر بالخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية هي خلايا قادرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم، وهي تعمل كنظام إصلاح للجسم،
ويوجد نوعان رئيسيان من الخلايا الجذعية هما الخلايا الجذعية الجنينية embryonic stem cells والخلايا الجذعية البالغة adult stem cells، تختلف الخلايا الجذعية عن خلايا الجسم الأخرى في ثلاث ملامح رئيسية:
- يمكنها الانقسام وتجديد نفسها على مدى فترة طويلة من الزمن.
- كذلك خلايا غير متخصصة حيث أنها في حالتها الأولية لا تؤدي وظائف محددة في الجسم.
- لديها القدرة على أن تصبح خلايا متخصصة مثل خلايا العضلات وخلايا الدم وخلايا المخ والكبد.
يتطلع الأطباء إلى استخدام الخلايا الجذعية في إنتاج خلايا وأنسجة لعلاج العديد من الأمراض مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر وإصابات الحبل الشوكي وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل.
ما هو مرض السكري؟
داء السكري هو حالة تحدث عندما يكون مستوى الجلوكوز في الدم مرتفع جدا،
كما يحدث ذلك نتيجة تراجع قدرة البنكرياس والكبد على إنتاج الأنسولين والهكسوكيناز “Hexokinase IV”
وهما الإنزيمات الرئيسية المسؤولة عن تعرف الخلية على السكر بما يسمح لها بتخزينه وأيضه.
كذلك الأنسولين هرمون طبيعي ينتجه البنكرياس “خلايا بيتا لانجرهانز”،
وهو ضروري لتمكين الجسم من استخدام السكر في دورة كريبس “krebs cycle” للحصول على الطاقة حيث ينقل الأنسولين الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم.
الجلوكوكيناز أو “Hexokinase IV” أو “Glucokinase” هو إنزيم حيوي يعمل كمستشعر رئيسي لمستويات الجلوكوز في الدم، ويتواجد بشكل أساسي في خلايا الكبد والبنكرياس، وظيفته الأساسية هي إضافة مجموعة فوسفات إلى الجلوكوز،
وهي خطوة أولى أساسية في مسارات الأيض المتعددة، ويمتلك الأنزيم خصائص مميزة تجعله يؤدي دور مختلف حيث يمتلك “ألفة” أقل للجلوكوز ما يعني أنه لا يصبح مشبع بالجلوكوز بسهولة، وبالتالي فإن نشاطه يزداد بشكل كبير فقط عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم ما يجعله مستشعر مثالي حيث يزيد نشاطه بالتناسب مع ارتفاع السكر.
الخلل في تنظيم هذه الهرمونات نتيجة العوامل المختلفة مثل التقدم في العمر أو التعرض للإصابة أو ممارسة نمط حياة غير صحي وشره يعرض المريض إلى زيادة مستويات السكر في الدم وهو ما يعرف بداء “السكري”.
أنواع مرض السكر
هناك ثلاثة فئات من مرض السكري:
النوع الأول |
|
النوع الثاني | يحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو عندما تصبح خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين |
النوع الثالث | يحدث عندما يتعرض البنكرياس لضرر يؤثر على قدرته على إنتاج الأنسولين |
يستهدف علاج السكر بالخلايا الجذعية إيجاد حلول للنوع الأول والثاني بينما يتطلب النوع الثالث بروتوكولات طبية مختلفة تماما.
الخلايا الجذعية وعلاج السكري
علاج السكر بالخلايا الجذعية مجال بحثي واعد ومتسع للغاية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني على الرغم من أنه لم يحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وتهدف هذه التقنية إلى استخدام الخلايا الجذعية وهي خلايا بشرية خاصة يمكن أن تتطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا للمساعدة في تجديد الأنسجة التالفة في الجسم، ويمكن جمعها الخلايا من الأنسجة الجنينية والبالغة.
كما تبشر العلاجات بالخلايا الجذعية بآمال هائلة في علاج مرضى السكري حيث أدى البحث في قدرة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية على التمايز إلى خلايا جزر البنكرياس إلى تحديد مراحل التطور وعوامل النسخ المشاركة في هذه العملية، وتعد التطورات الأخيرة في العلاج بالخلايا الجذعية واعدة بتحويل هذا إلى علاج واقعي للسكري في المستقبل القريب.
يعني ما سبق بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين لا ينتجون كمية كافية من الأنسولين أنه يمكن للعلاج بالخلايا الجذعية أن يسمح لهم ببدء إنتاج المزيد من الأنسولين مرة أخرى بطريقة طبيعية مما يقلل من الحاجة إلى الأدوية.
تابع المزيد: علاج الجيوب الأنفية ADOL SINUS
أنواع الخلايا الجذعية
تشمل أنواع الخلايا الجذعية المستخدمة في العلاج ما يلي:
- الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات (induced pluripotent stem cells – iPSCs) وتنتج من خلايا بالغة مثل الخلايا الليفية ويعاد برمجتها لتصبح متعددة القدرات.
- كذلك الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري (umbilical cord stem cells) ويمكن الحصول عليها بسهولة من الحبل السري الذي يتم التخلص منه.
- الخلايا الجذعية الوسيطة (mesenchymal stem cells) ويمكن الحصول عليها من نخاع العظم والجلد والدهون وكذلك من دم الحبل السري، هذه الخلايا لها قدرة محدودة على التمايز مقبل الخلايا الجذعية الجنينية.
أبرز تحديات العلاج
إقناع الخلية بإنتاج الأنسولين في علاج السكر بالخلايا الجذعية هو مجرد خطوة واحدة في رحلة طويلة وصعبة حيث أن خلايا البنكرياس متخصصة للغاية، ليس فقط لإفراز الأنسولين الأساسي، ولكن أيضا للاستجابة السريعة للتغيرات في تركيز جلوكوز الدم وتنظيم إيقاف الإفراز بنفس أهمية بدء الإفراز.
على الرغم من النجاحات في تطوير خلايا iPSCs لا يزال هناك تحدي كبير في توجيه تمايزها لتكوين خلايا بيتا لانجرهانز في البنكرياس بكمية كافية لتفرز الأنسولين وتتوقف عن إفرازه استجابة لتغيرات مستويات جلوكوز الدم.
أهم المخاطر المرتبطة
المخاطر المرتبطة ببروتوكول علاج السكر بالخلايا الجذعية من النوع الثاني تنقسم إلى مخاوف أخلاقية تتعلق بسلامة استخدام البروتوكول في علاج مرضى السكري من النوع الثاني، حيث ينتاب الباحثون قلق من تشجيع الخلايا التي يتم حقنها على تكون أورام “teratoma formation”، من جهة أخرى تشمل الآثار الجانبية المبلغ عنها في التجارب السريرية:
- الحمى.
- كذلك الكدمات.
- الغثيان.
- بالإضافة إلى القيء.
- الصداع.
- نقص السكر في الدم (Hypoglycemia).
تابع المزيد: علاج بروف للاطفال
علاج الخلايا الجذعية VX-880
إن علاج السكر بالخلايا الجذعية VX-880 أو زيميستليسيل (zimislecel) التجريبي من إنتاج شركة “فيرتكس فارماسوتيكالز” يمثل تطور علمي واعد في علاج مرض السكري من النوع الأول حيث يعتمد على خلايا (Allogeneic Stem Cells) التي يتم الحصول عليها من متبرع بدلا من أن تؤخذ من نفس جسم المريض لإنتاج خلايا جزر بنكرياسية وظيفية قادرة على إفراز الأنسولين.
تهدف هذه الخلايا المزروعة التي يتم حقنها في الوريد البابي الكبدي إلى استعادة قدرة الجسم الطبيعية على تنظيم مستويات السكر في الدم بما يساهم في تقليل أو إلغاء الحاجة إلى حقن الأنسولين اليومية، أظهرت النتائج الأولية من التجارب السريرية فعالية ملحوظة حيث تمكن العديد من المرضى من تحقيق مستويات طبيعية من السكر في الدم وتقليل اعتمادهم على الأنسولين الخارجي بشكل كبير، ويجب الإشارة إلى أن استخدام العلاج يتطلب تناول مثبطات المناعة لمنع رفض الخلايا المحقونة، بشكل عام يحمل VX-880 إمكانات هائلة لتغيير حياة مرضى السكري من النوع الأول حيث يقدم لهم بارقة أمل في التخلص من أعباء المرض المزمنة.
يطمح الأطباء من خلال علاج السكر بالخلايا الجذعية إلى تقليل الحاجة للجراحة والاعتماد على الأدوية التقليدية حيث يساهم ذلك في تحسين الأثر النفسي للمرضى، بالإضافة إلى تحسين قدرات الجسم بشكل عام.