ما هو علاج التصلب المتعدد؟ الأنواع، الأعراض، والتشخيص
مع وجود مرض مثل التصلب المتعدد قد يؤثر بشكل كبير على حياة الإنسان وممارساته اليومية، ويزيد التساؤل عن ما هو علاج التصلب المتعدد؟ هذا المرض المزمن الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من المخ والنخاع الشوكي بخلل مناعي، يجعل الجهاز المناعي مهاجمة المايلين عن طريق الخطأ بدلًا من مهاجمة الميكروبات، وهو عبارة عن الغلاف الذي يحمي الأعصاب مما يترتب على ذلك ضعف وتأخر استجابة الأعصاب داخل جسم الإنسان، تابع هذا المقال لمعرفة ما هو علاج التصلب وأعراضه والمزيد من التفاصيل.
ما هو علاج التصلب المتعدد؟
لا يوجد علاج التصلب المتعدد حتى الآن ولا يعرف أسبابه، ولكن يمكن السيطرة عليه بعلاج لتخفيف نوبات والانتكاسات وإبطاء تقدم المرض وتخفيف الأعراض، بالإضافة إلى التحكم في أعراض التصلب العصبي المتعدد، وسوف نبين كل علاج على حدة:
علاج نوبات التصلب المتعدد
إن علاج يكون بـ الكورتيكوستيرويدات مثل ميثيل بريدنيزولون، يعمل على تقليل التهاب الأعصاب ومساعدة الأعصاب على العمل بشكل أفضل وذلك عن طريق الوريد أو استخدام البريدنيزون ويكون عن طريق الفم، ومن الآثار الجانبية لهذا العلاج الأرق وتقلبات المزاج وانحباس البول بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم ومستوى الجلوكوز في الدم.
علاج تبادل البلازما هو إجراء طبي يتم خلاله فصل البلازما، وهي الجزء السائل من الدم، عن باقي مكونات الدم مثل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح، بعد إزالة البلازما يتم استبدالها بمحلول يحتوي على بروتين الألبومين، ثم تعاد باقي مكونات الدم إلى جسم المريض، يستخدم هذا العلاج في بعض الحالات الشديدة من التصلب المتعدد، خاصة عندما لا تستجيب النوبات الحادة للعلاج بالكورتيزون.
علاجات تحد من تفاقم التصلب المتعدد
ومن الأنواع الشائعة لهذا المرض هو التصلب المتعدد المنتكس ـ المهتدي، تعمل هذه العلاجات على تقليل معدل الانتكاس، بالإضافة إلى تقليل خطر التعرض للآفات، علما بأن أغلب ردود فعل لجهاز المناعة تحدث في المراحل المبكرة أو بداية المرض والعلاج المكثف يمكن أن يساعد في الحد منها، ولعلاج التصلب المتعدد المنتكس ـ المهتدي عدة أنواع، منها الحقن وسوف نقوم بشرحه تفصيليًا:
العلاج بالحقن
- أدوية إنترفيرون بيتا تعمل هذه الأدوية على توقف أو ضعف تأثير الامراض التي تهاجم الجسم، كما تعمل على تقليل الإلتهاب وزيادة نمو الأعصاب، بالإضافة إلى ذلك تعمل على تقليل عدد الانتكاسات وجعلها أقل حدة، بيد أن هذه الأدوية تحقن تحت الجلد أو العضلات، ومن الآثار الجانبية لهذا العلاج تليف الكبد فيجب عمل اختبار دم لمعرفة مستوى انزيمات الكبد، حدوث أعراض متشابهة مع الانفلونزا.
- أسيتات الغلاتيرام يعمل هذا الدواء على منع جهاز المناعة من مهاجة الغلاف المحافظ على الأعصاب (الميالين)، يحقن هذا الدوار تحت الجلد، ومن الآثار الجانبية تهيج في الجلد أثر مكان الحقن.
- دواء الأوفاتوموماب هو علاج يستخدم في حالات التصلب المتعدد، ويعمل على استهداف نوع معين من خلايا الجهاز المناعي تُعرف بالخلايا البائية، وهي المسؤولة عن مهاجمة الجهاز العصبي والتسبب في تلفه.
- يساهم هذا الدواء في تقليل احتمالية تكوّن آفات جديدة، ويحد من ظهور أعراض جديدة أو تدهور الأعراض الموجودة، يعطى هذا الدواء عن طريق الحقن تحت الجلد، وقد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الالتهاب أو الحساسية في موضع الحقن.
أعراض مرض التصلب المتعدد
تشمل هذه العلامات إلى الأعراض المبكرة في مرض التصلب المتعدد وهي ما يلي:
- الإصابة بالالتهاب العصب البصري الذي يترتب عليه تغيرات في الرؤية على سبيل المثال تكون الرؤية مزدوجة ويمكن أن تصل الحالة إلى فقدان الرؤية، بالإضافة إلى ضعف عضلات الجسم وقد يتأثر جانب واحد من الجسم أو الوجه أو أسفل الظهر.
- الأعراض الشائعة التصلب المتعدد تكون عن الشعور بالدوار وفقدان التوازن عند الوقوف، صعوبة في التفكير والذاكرة والتركيز والحركة، بالإضافة إلى التغيرات المزاجية ورعشة في أطراف اليدين، وقد تتفاوت الأعراض من شخص لآخر، فقد يعاني شخص من عرض واحد أو اثنين وقد يتعرض الآخر إلى جميع الأعراض.
ما هي مضاعفات التصلب المتعدد؟
قد تزداد سوء الأعراض وتتطور بشكل سريع إذا ما عرفنا ما هو علاج التصلب المتعدد؟ وأن ما تم العلاج في أسرع وقت فقد يحدث صعوبة في الحركة عند المريض التي تؤدي إلى صعوبة السير دون مساعدة، أضف إلى ذلك تطور الأمر من النسيان إلى فقدان الذاكرة الذي تبعه الاكتئاب والقلق، خلل الوظيفي الجنسي.
كيفية تشخيص التصلب المتعدد
يمكنك التعرف على كيفية تشخيص هذا المرض من خلال الآتي:
التصوير بالرنين المغناطيسي
هذا الاختبار يقوم بكشف الأماكن التي تعرضت للتصلب في الدماغ والحبل الشوكي، وذلك عن طريق صبغة تباين عبر الوريد للكشف عن الآفات التي تعرفنا أن المرض في حالة نشطة.
البزل النخاعي
ويستخدم هذا الاختبار استخراج عينة من السائل الدماغي النخاعي الموجود في القناة الشوكية للتحليل، وذلك لمعرفة إذا كان هناك إلتهاب في الجهاز العصبي المركزي، حيث يكون مفيد في حالة التصلب المتعدد التقدمي الأولي.
التصوير المقطعي بالموجات الضوئي التوافقية
تستخدم موجات الضوء لإنتاج صورة للعين لقياس سمك الشبكية، بالتصلب المتعدد يسبب التهاب العصب البصري فيترتب على ذلك تغيرات في الشبكية وقد تتضرر الألياف العصبية للشبكية.
اختبار الجهد المثار
هذا الاختبار يعمل على تسجيل الإشارات الكهربائية المنتجة من الجهاز العصبي استجابة للمحفزات، تعمل على توجيه النبضات الكهربائية القصيرة إلى أعصاب الذراعين أو الساقين بالإضافة إلى قياس الأقطاب الكهربائية مدى سرعة انتقال المعلومات إلى المسارات العصبية.
اختبار الدم
يعد اختبار الدم من الاختبارات المهمة التي تساعد في تشخيص مرض التصلب المتعدد، حيث تفحص الدماء لتساعد في استبعاد أي أمراض أخرى تحتوي على أعراض مشابهة لمرض التصلب المتعدد، بالإضافة إلى يجرى حاليا تطوير اختبارات للكشف عن المؤشرات الحيوية التي ترتبط بالتصلب المتعدد.
اختبارات نفسية عصبية
وهذا الاختبار يعمل على فحص كيفية عمل الدماغ يختبر قدرة المريض على التفكير والذاكرة بالإضافة إلى اللغة والمهارات الاجتماعية، وتقييم شخصيته وحالته المزاجية، كما يعتبر الاختبار النفسي العصبي من الاختبارات المهمة في حالات التصلب المتعدد وذلك يرجع إلى أن معظم المصابين بهذا المرض لديهم اختلال معرفي، بيد أن قد يشمل ذلك فقدان الذاكرة وصعوبة التواصل ومهارات التفكير التي تؤثر في الأنشطة اليومية، علاوة على ذلك أن هذا الاختبار ذو خبرة محدودة في علم النفس معروف بـ أخصائي طب النفس العصبي.
تابع المزيد: افضل علاج لالتهاب الحلق
أنواع التصلب المتعدد
يعتبر التصلب المتعدد مرض مزمن وغير متوقع يصيب الجهاز العصبي المركزي، يصنف إلى ثلاث أنواع مختلفة:
- التصلب المتعدد الانتكاس المتكرر معروف تحت اسم التصلب المتعدد المنتكس ـ المهتدي، يكون عبارة عن نوبات متكرر تسمى انتكاسات أو تفاقمات يليها فترات شفاء جزئي أو كامل ثم تعود مرة أخرى، علما بأن يصاب بنسبة 85% في البداية من هذا المرض.
- كذلك التصلب المتعدد التقدمي الثانوي هو تطور التصلب المتعدد المنتكس ـ المهتدي، والذي يزداد وتتدهور الوظيفة العصبية مع الوقت.
- التصلب المتعدد التقدمي الأولى يصاب بنسبة حوالي 10% إلى 15%، أعراضه العصبية تتفاقم بالتدريج، ولكن لن تحدث نوبات في بداية المرض ولا تحدث فترات هدنة، هذا النوم أما أن يكون نشط أو غير نشط.
بالرغم من التساؤل عن ما هو علاج التصلب المتعدد؟ ولا يوجد علاج للقضاء عليه حتى الآن، ولكن يكفي وجود علاجات فعالة للحد من هذا المرض كي يستطيع الإنسان التعايش وممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.
